الأحد، 16 نوفمبر 2014

تقنيات الإنترنت الحديثة

م. عامر سعد  
تعد الإنترنت من أهم إنجازات الحضارة على كرتنا الأرضية في القرن العشرين، فقد ربطت أواصر الكرة الأرضية بعضها ببعض، قربت البعيد، وسهلت عملية تبادل الأخبار والمعلومات، ومن أهم مِيْزات هذه الشبكة أنها غير مملوكة من جهة معينة، فهي تَجَمُّعٌ ضخم من الشبكات الحاسوبية المتنوعة، الكبيرة والصغيرة، تتصل مع بعضها بطرق مختلفة لتصنع كياناً واحداً عُرِف باسم الإنترنت (Internet)، ويعني حرفياً شبكات الحواسيب المتصلة بعضها ببعض. لقد تجاوز عدد الحواسيب ومزودات الخدمة في شبكة الإنترنت عشرات الملايين، ولا يزال بازدياد مستمر حتى هذه اللحظة. والعامل الأساسي الذي يؤثر في هذا النمو ويجعله سهلاً هو عدم وجود جهة مالكة لهذه الشبكة، لكن ذلك لا يعني أن هذه الشبكة تقع خارج نطاق السيطرة والمراقبة، فقد شُكِّلت جمعية للإنترنت في عام 1992 وظيفتها تحديد وتعريف الضوابط والمعايير والموافيق لاستخدام الإنترنت.
سوف نجول في مقالنا هذا حول أهم التقنيات الحديثة التي شكلت الإنترنت قاعدة لها ولوجودها، أو كانت لها المعين والمساعد على الانتشار، كتقنية البث الإذاعي والموسيقي عبر الإنترنت Podcast  وIpod والتحادث صوتياً ومرئياً عبر البرامج التي تعمل على تقنية VoIP كبرنامج Skype  وغيرها من التقنيات الأخرى.
 
تقنيات التدوين الإلكتروني التفاعلي بلوغز (Blogs)
البلوغز، أو سجلات الوقائع الإلكترونية، هي في الكثير من الأحيان مذكرات شخصية يُدِّونها أصحابها على الإنترنت ويحدّثونها بانتظام مضمنينها آراءهم وتعليقاتهم، ويمكن لمن يزورونها للاطلاع عليها الردُّ على الآراء المنشورة والتفاعل بعضهم مع بعض. وهناك صفحات بلوغز لكل موضوع قد يخطر ببال الإنسان، من الطهو إلى المسلسلات التلفزية، مروراً بكرة القدم والشؤون العلمية.
ما هي بالضبط البلوغز أو المفكرات الإلكترونية؟
لا يوجد تعريف واحد لها، ولكن أغلبها تشترك في ثلاثة أشياء على الأقل. فهي تتكون من مقالات قصيرة تُنشر في المنتديات الإلكترونية. وتظهر هذه المقالات الإلكترونية بترتيب زمني عكسي – أي إن أحدث المقالات تظهر في القمة. وتحتوي هذه المقالات على روابط تنقل المتصفح إلى صفحات إلكترونية أخرى ذات علاقة.
وتعتبر المذكِّرات على الإنترنت وسيلة للمحادثة. إذ إن العديد من المذكِّرات الجيدة تسمح للقراء بنشر تعليقاتهم، وقد بات المدونون مغرمين بإرشاد بعضهم إلى أعمال بعض، لإبرازها ومناقشتها.
 
تـقنية النشر عبر الإنترنت (RSS)
تعتبر RSS (Really Simple Syndication) طريقة بسيطة  تستعمل لنشر الأخبار والمعلومات المفيدة في مواقع الإنترنت. تزودنا كل محطة من محطات RSS بقوائم المواد التي نُشرت حديثاً في الموقع، مع الرابط الذي يمكن أن يرشدنا إلى كل صفحة من هذه الأخبار أو المعلومات الجديدة. وعند تسجيل الزبون في أي من محطات RSS يجري إخطاره تلقائياً عند إضافة أي موضوع جديد يقع ضمن مجال اهتماماته.
كيف يمكن الحصول على الأخبار من RSS؟
للحصول على المعلومات والأخبار عليك أن تقوم بالتسجيل في هذه التقنية، لكن  يجب أولاً أن تقوم بتحميل برنامج قارئ أخبار الـ RSS (RSS News reader software)على حاسوبك الشخصي، ثم تقوم بالتسجيل، وستحصل بعد ذلك دورياً على كل جديد من الأخبار على شبكة RSS إذ يقوم برنامج القارئ الذي حَمَّلته على حاسوبك بالفحص الدوري لشبكة الأخبار على RSS ويستجر كل ما هو جديد ليطلعك عليه.
و عندما ترى أيّاً من الأيقونتين التاليتين في أي موقع على شبكة الإنترنت، يجب أن تعلم أن ذلك يمثل رابطاً يقودك إلى إحدى محطات RSS حيث يمكنك التسجيل هناك، والاستمتاع بما هو متوفر من معلومات وأخبار. كما يمكن أن نجد على شبكة مايكروسوفت على الرابط التالي:
 بعض المعلومات الإضافية عن RSS ويمكن أن نحصل على روابط مختلفة ضمن صفحة الوب السابقة، تقودنا إلى بعض أنواع برامج القراءة لحزم المعلومات على RSS .
 
بودكاستينغ (Podcasting)                                                  
تسمى هذه التقنية بث الصوت الرقمي أو بودكاستيغ، وهي ملفات صوتية على الإنترنت يجري توزيعها ببرامج تعتمد لغة xml وتسمى الملفات Podcasts، وهي مجرد ملفات من نوع mp3 مع إضافات برمجية خاصة هي نص برمجي RSS script ، لكنها ليست أغانيَ أو موسيقا فحسب، بل تشمل برامج إذاعية لتعليم اللغات، أو لأغراض أخرى، أو للهواة الذين يسجلونها بأجهزة رقمية و"يبثونها" على الإنترنت. تشبه هذه التقنية ما يسمى محطات الراديو عند الطلب التي تتوفر على الإنترنت، لكن البودكاستينغ يوفر خيارات أكثر للزبائن على مستوى المضمون والبرمجيات. ويمكن للزبون المستمع أن يحدد الزمان والمكان للبرنامج الذي يريد أن يستمع له. تسمح تكنولوجيا البودكاستينغ لأي شخص بامتلاك القدرة على البث لما يريد من موسيقا وغيرها، كما تمكنه من استضافة المهرجانات الكلامية والخطابات على موقعه الخاص، أو تجعله من المتميزين بفن التسجيل الموسيقي، إذ يمكن أن يقوم بتسجيل أي مادة صوتية من على مواقع البودكاستينغ المنتشرة على الإنترنت.
 
للبودكاستينغ استخدامات عديدة، فيمكن أن يستخدم مصرِفاً للمعلومات (Self-Guided Walking Tours) ومركزاً لترويج الفرق الموسيقية والمقابلات الإذاعية والكليبات (Music)، كما يمكن أن يستخدم في مجال الصناعة مركزاً للأخبار الصناعية والاستثمارية، ومركزاً للأخبار الرياضية والتعليقات الإخبارية والمتابعة الإعلامية للفعاليات المختلفة (Talk Shows)، ويستخدم أيضاً مركزاً للتدريب والتعليم (Training)، كما يمكن أن يكون للأطفال تسلية، إذ يمكن أن يستمع الأطفال إلى قصص متنوعة بالاستفادة من تقانة البودكاستينغ (Story).
و لمعرفة المزيد عن هذه التقانة يمكنك الاطلاع على بعض مواقع البودكاستينغ على الروابط التالية:
أُطلق اسم البودكاستينغ على هذه التقنية في البداية نسبة إلى جهاز يسمى iPod يستخدم لسماع المواد التي يحويها مركز البودكاستينغ، لكن مواقع البودكاستنغ لم تَبْقَ أسيرة هذا الجهاز، فيمكن حالياً الولوج إلى أي من هذه المواقع واستخدام أدوات التحكم بها من أزرار للاستماع لما نريد من المواد.
 
iPod
هو علامة مسجلة لجهاز محمول (portable media players) قارئ للوسائط السمعية، صمَّمَتْهُ شركة آبل (Apple)، وطُرح للاستخدام عام 2001 ، وظهر بعد ذلك العديد من أجيال هذا الجهاز فكان الجيل الخامس الذي ظهر في آب من عام 2005 وأصبح بإمكانه التعامل مع الوسائط الصوتية والفيديو، يمتاز بصغر الحجم، ويحوي قرصاً صلباً داخلياً، وبإمكانه القراءة أيضاً من وسائط التخزين الخارجية. وفي كانون الثاني من عام 2007 أطلقت شركة آبل جهازاً جديداً أطلق عليه اسم iPhone ضم كافة ميزات  iPodومنها إمكان التعامل مع الوسائط المتعددة من صوت وصورة وفيديو، وزاد عليها خاصية الإنترنت المحمول، واستعماله أيضاً كهاتف محمول.
يمتاز iPhone باحتوائه على برنامج ممتاز لتصفح البريد الإلكتروني (rich HTML email client) وآخر لتصفح الإنترنت (Safari) مما يجعله من أفضل الأجهزة المحمولة على الإطلاق لتصفح البريد الإلكتروني وصفحات الوب، ويقوم تلقائياً بمطابقة محتويات مذكِّرة الهواتف من على حاسوبك الشخصي أيضاً. يتضمن متصفح الوب Safari أيضاً إمكانات محركي البحث Google وYahoo.
يعتبر iPhone جهازاً متعدد المهام، فيمكن بواسطته تصفح وقراءة صفحات الوب، والقيام في الوقت نفسه بتحميل الرسائل الإلكترونية من صندوق البريد الخاص بك بفضل شبكات Wi-Fi وغيرها.
 
تقنيات نقل المكالمات الصوتية عبر الإنترنتVoIP
VoIP تمثل اختصاراً لعبارة (Voice over Internet Protocol)، وهي طريقة لتحويل الإشارات الصوتية التمثيلية إلى إشارات رقمية يمكن أن تنتقل عبر الإنترنت. يمكن بهذه العملية استخدام الإنترنت للقيام بمكالمات هاتفية مجانية، أو زهيدة الأجر مقارنة بأسعار المكالمات التي تجري عبر مؤسسات الاتصالات الهاتفية. تقوم الإنترنت بدور الوسيط في هذه العملية، إذ تمكّن المستخدم من تجاوز شركات الهاتف وإجراء المكالمات، المحلية منها والدولية دون المرور على أنظمة الاتصالات في شركات الهواتف.
منذ بزوغ فجر الاتصالات عبر الإنترنت حتى وقتنا الحاضر تطورت الفكرة كثيراً وأصبحت عملية نقل الصوت عبر الإنترنت أكثر نضْجاً ووضوحاً، ووصلت جودة النقل إلى مستوى قريب من جودة النقل الصوتي عبر نظام الهواتف التقليدي، وظهر الكثير من البرامج التي تمكن المستخدم من إجراء اتصالاته الهاتفية عبر الإنترنت كما ظهر الكثير من الأجهزة الإلكترونية لنفس الغرض.
إحدى هذه الأدوات التي استخدمت تقانة VoIP والتي تعتبر من التقنيات الحديثة للإنترنت هي Skype يوفر هذا البرنامج إمكانات واسعة للتواصل بالصوت والصورة. وتُتيح الخدمات التي يوفرها Skype إجراءَ المكالمات الدولية إلى أي هاتف ثابت أو محمول حول العالم، وبتكلفة زهيدة جداً لا تذكر، إضافة إلى إجراء مكالمات مجانية صوتية أو مرئية (في حال وجود كاميرا) وبجودة عالية مع أي شخص في العالم يستخدم هذا البرنامج أيضاً على حاسوبه الشخصي، شرط أن يكون الاثنان موصولين إلى الإنترنت وبرنامج سكايبي لديهما في حالة التشغيل أيضاً. توفر واجهة البرنامج إمكان إرسال الرسائل الآنية الكتابية، كما توفر إمكان معرفة حالة الزبائن الآخرين لـ Skype إذ يمكن أن تُظهر قائمةُ الأشخاص المعرَّفين لديك، حالةَ كل شخص إن كان مؤهلاً لإجراء المكالمات الصوتية أو الدردشة النصية.
صمم برنامج سكايبي ليعمل تحت أنظمة تشغيل مختلفة، فهو يعمل على الحواسيب التي تعمل على أنظمة النوافذ (Windows operating systems) وعلى الحواسيب التي تعمل على نظام ماكنتوش (Mac) كما يعمل على الحواسيب التي تعمل على نظام لينوكس (Linux).
 
اتصالات الند للند Peer-to-peer communications:
يطلق هذا النوع من الاتصالات على الاتصال الذي يجري عند عملية تبادل المعلومات بين جهازين، ضمن شبكة للحواسيب، متساويين في الخصائص والميزات، وتكتب اختصاراً P2P، ولتوضيح هذا التعريف يكفي أن نعطي أمثلة على طرقِ اتصالٍ مخالفة لطريقة الاتصال الند للند، ومنها طريقة الاتصال المعروفة بالمخدم/عميل (client/server) وطريقة الاتصال المعروفة بالسيد/التابع (master/slave). في كلتا هاتين الطريقتين تكون الإمكانات المتاحة لأحد أطراف الاتصال متختلفة عن إمكانات الطرف الآخر، أما في حالات الاتصال بطريقة الند للند ففي معظم الأحيان تعطى لكلا الحاسوبين إمكانات المخدم والعميل في وقت واحد.
 بدأت تقنية الـ P2P بالانتشار على نطاق واسع بين مستخدمي الحواسيب عندما بدأ هؤلاء بالقيام بعمليات المشاركة في الملفات الصوتية MP3 وغيرها من الملفات الأخرى باستخدام شبكات P2P، وظهر الكثير من برامج الحواسيب التي تعنى بتطبيقات شبكات P2P.
و تعرف طريقة الاتصال الند للند عبر الإنترنت بأنها الجزء من شبكة الإنترنت الذي يوفر الاتصال بين مجموعة من الحواسيب المتصلة بالإنترنت، والتي لديها ذات البرنامج الذي يوفر الاتصال بين بعضها وبعض، إذ يمكن الوصول مباشرةً إلى ملفات أي حاسوب في الشبكة من أي حاسوب آخر.
 
كيف تعمل تقنية الاتصال P2P على الإنترنت؟
لنحصل على اتصال عبر الإنترنت من نوع P2P يجب أولاً أن نقوم بتحميل وتنفيذ أحد البرامج الحاسوبية المخصصة لغرض الاتصال P2P  عبر الإنترنت. هناك العديد من البرامج التي تستخدم للاتصال P2P سنستعرض بعضها لاحقاً. بعد تشغيل البرنامج المطلوب على حاسوبك الشخصي ما عليك إلا أن تدخل عنوان الحاسوب (IP address) الذي تود الاتصال به، عندئذ يقوم البرنامج عبر جهازك الموصول إلى شبكة الإنترنت بالبحث عن الحاسوب الذي عيَّنْتَهُ، وذلك باستخدام عنوانه. فإن كان الحاسوب المعني في حالة تشغيل واتصال بالإنترنت، يجري الاتصال في هذه الحالة بين الجهازين ويستطيع الشخص الذي أقام الاتصال أن يحقق هدفه، وذلك بنقل الملفات بين الجهازين وغير ذلك من العمليات المتاحة. كما أن عملية الاتصال هذه يمكن أن تكون متسلسلة لتتضمن أكثر من جهازين، إذ يمكن أن يجري الاتصال بنفس الطريقة بين أحد الجهازين الذين شَّكلا الوصلة مع أجهزة أخرى لكي تنضم إلى الشبكة وتكون كل الوصلات بين كافة الأجهزة وصلات P2P.
 
بعض أنواع برامج الاتصال الند للند P2P
  • بتورينت BitTorrent
يعرَّف البتورينت بأنه أداة للمشاركة في ملف ما، أو مجموعة من الملفات بين مجموعة من الزبائن الذين يحصُلون على هذه الملفات من مصدر ما، وفي نفس الوقت يشاركون الآخرين فيها. يكمن سر نجاح البتورينت في إمكان مشاركة كل الزبائن في الملفات، فإن كان الملف عاماً يخص الجميع على شبكة  P2P عندئذ يحصل كل زبون على عرض حزمة أكبر وزيادة في سرعة التحميل، ويضمن بتورينت عدم حدوث الطفح خلال التحميل (Overloading) أو انقطاع التحميل، وذلك لوجود أكثر من مصدر يشارك الزبون في نفس البيانات. ومَن يريد الاطلاع أكثر على هذه التقنية يمكنه زيارة الموقع الرسمي لشركة بتورينت على الرابط
 
  • غونتيلا Gnutella
هو ميفاق للمشاركة في الملفات على شبكات P2P ابتكرتْه شركة (Nullsoft)، ليعملَ على الإنترنت، ويمكِّنَ جميعَ الزبائن الذين يستخدمونه من التشارك في ملفاتهم وتوزيعها.
  • كازا KaZaA
يعبر هذا الاسم عن شبكة مجانية P2P تمكن الزبائن من مشاركة ملايين الزبائن الآخرين في ملفاتهم الموسيقية والأفلام والألعاب والصور والبرامج الأخرى. لمزيد من المعلومات عن شبكة كازا يمكن زيارة موقعها الرسمي على الرابط: http://www.kazaa.com.
 
كاميرات الوب Webcams
هي كاميرات تصوير بالزمن الحقيقي، تنقل المشاهد مباشرة من الواقع إلى صفحات الوب، حيث يمكن رؤية الصور من الإنترنت من قبل الأشخاص المعنيين أو الذين يعطون إذناً بذلك. هذه الكاميرات هي كاميرات رقمية تقوم بتحميل الصور إلى مزودات الخدمة على شبكة الإنترنت بشكل مستمر أو على شكل لقطات.
يمكن أن توصَل هذه الكاميرات إلى الحاسوب المرتبط بالإنترنت مباشرة أو تُربَط عن طريق تجهيزات خاصة.
تحتاج كاميرات الوب إلى برنامج تعريف وتحكم عند ربطها إلى الحاسوب، وتأتي أهمية هذه التقنية من استخداماتها المتعددة كالدردشة بالصوت والصورة، وتقنية إجراء المحاضرات بالصوت والصورة عن بعد وعبر الإنترنت، كما تستعمل هذه الكاميرات للمراقبة، فتوضع في المكان المطلوب مراقبته وتوصل إلى الإنترنت لتجري المراقبة من مكان آخر بعيد، وهناك استخدامات أخرى كثيرة لا حصر لها.

المصدر : مجلة معلوماتية  على شبكة الانترت




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق